والقران ايضا بقلم‏: ‏د‏.‏ مصطفي محمود 411 – 27/9/2003

المقال من الكلمات الأخيرة للدكتور

والقران ايضا
بقلم‏: ‏د‏.‏ مصطفي محمود

411 – 27/9/2003

الكلام الان يشتد ويتحول الي معركه قضائيه تصل الي ردهات القضاء والمحاكم في موضوع يورق بال اسرائيل هو القضيه التي يرفعها الاستاذ نبيل معوض عن الذهب الذي اخذته نساء اسرائيل من نساء مصر بالنص الصريح والوارد في سفر الخروج‏..‏ تقول التوراه لبني اسرائيل بصريح العباره فاذا انصرفتم فلا تنصرفوا فارغين‏..‏ بل تطلب المراه من جارتها ومن نزيله بيتها امتعه فضه وذهب وثيابا تجعلوها علي بنيكم وبناتكم وتسلبون المصريين‏..‏ وقد جاء الامر بسلب ونهب المراه المصربه علي هذا النحو في الاصحاح الثالث من سفر الخروج‏..‏ وكان امر السلب والنهب يشمل الرجال ايضا في الاصحاح الحادي عشر فتكلم علي مسامع الشعب ان يطلب الرجل من صاحبه والمراه من صاحبتها امتعه فضه وامتعه ذهب‏..‏ فيكون حين تمضون لا تمضون فارغين‏....‏ رخصه توراتيه صريحه بالسرقه‏.‏

وخرج بنو اسرائيل من مصر في منتصف الليل بعد ان دعوا علي شعبها الذي استضافهم مئات السنين‏..‏ ليموت منهم كل بكر‏..‏ ويكون صراخ عظيم لكي تعلموا ان الرب يميز بين المصريين وبني اسرائيل‏..‏ اي انهم لم يكفهم ما فعلوا بل دعوا بالفناء والدمار والخراب علي كل مصري‏.‏

كان ذلك في القرن الثالث عشر قبل الميلاد منذ نحو‏3500‏ سنه ووقتها كان عدد اليهود ستمائه الف رجل بخلاف النساء والاطفال‏..‏ مليونان و‏200‏ الف امراه‏.‏
والدكتور نبيل حلمي الذي قرر تحويل القضيه الي دعوي مدنيه وضع تقديراته عند حد طفيف جدا‏..‏ طن واحد من الذهب قيمته الان اكثر من مليار دولار‏..‏ مما احدث صدمه عصبيه في الدوائر اليهوديه واعتبره اليهود كذبه ابريل‏..‏

والقضيه التي يرفعها الدكتور نبيل حلمي مؤيده بنص توراتي اي ان معه شهاده من الله بما حدث من سرقه ونهب‏..‏ من توراه اليهود نفسها‏..‏ والاعجب من ذلك ان القران يزوده بشهاده اخري في الايه‏87‏ من سوره طه التي تتحدث عن تخلف اليهود عن موعدهم مع النبي موسي‏..(‏قالوا ما اخلفنا موعدك بملكنا ولكن حملنا اوزارا من زينه القوم اي ذنوبا اشاره الي الذهب الذي سرقوه من نساء مصر وهو اعتراف صريح بما فعلوه من سرقه المصريين‏..‏ سرقه الذهب الذي يرمزون اليه بانه زينه القوم وهي وثيقه الهيه بهذه السرقه‏..‏

هذه المره من رب القران‏..‏ يقولون‏..‏ حملنا اوزارا من زينه القوم اعتراف صريح بما فعلوه من سرقه المصريين‏..‏ وهي اول قضيه في التاريخ تؤيدها آيات من التوراه والقران معا‏..‏ ويشهد بصدقها الله جل جلاله من فوق سبع سماوات‏..‏ وقد فجرت صحيفه الاهرام العربي هذه القنبله ومن ساعتها‏..‏ واسرائيل أصابها الجنون‏..‏ وراحت تهدد وتتوعد‏..‏ كل من شارك بكلمه في اشعال هذا البركان‏..‏ وانا اسال باخلاص هل عندهم شئ غير التهديد‏..‏ هل عندهم رد موضوعي علي ما تقوله توراتهم‏..‏ لقد اقاموا الدنيا واقعدوها علي هولوكوست لم يحدث له مثال وجمعوا الملايين والمليارات علي مذابح لم يشهد مثلها التاريخ‏..‏ وجعلوا البكاء حقا خالصا لهم وحدهم‏..‏ ورفعوا قضيه علي جارودي وضربوه في المحكمه في فرنسا لانه انكر عليهم ما ادعوه‏..‏ واصبح المبكي اذا ذكر فهو لقتلاهم وحدهم‏..‏ اما قتلانا فلا ذكر لهم ولا فداء‏..‏ وهم يقتلون الفلسطينيين كل يوم بدم بارد‏.‏

ومنذ اكثر من مائه عام كتب العالم الاجتماعي الفرنسي جوستاف لوبون في مولفه‏..‏ اليهود في تاريخ الحضارات الاول قائلا‏:‏ لم يكن لليهود فنون ولا علوم ولا صناعه ولا اي شئ تقوم به حضاره‏..‏ وهذا يفسر لنا محاوله الاسرائيليين السطو علي انجازات الحضارات القديمه مثل الحضاره المصريه ونسبتها لانفسهم عن طريق قلب الحقائق وتزييف التاريخ

ومثال ذلك ما ورد في كتاب الفه اسرائيلي يدعي امانويل فلايكوفسكي ادعي فيه ان معبد الملكه حتشبسوت في الدير البحري هو تقليد لمعبد سليمان في اورشليم وفي سبيل ذلك اسقط من التاريخ المصري القديم ربعمائه سنه هي المده التي تسبق بها الملكه حتشبسوت عصر سليمان‏..‏ ومثل ذلك اقحام اليهود في بناء الاهرام المصريه رغم الادله التاريخيه بل والتوراتيه التي تثبت ان بني اسرائيل لم يوجدوا في مصر منذ عصر يوسف الصديق الا بعد عصر بناء اهرام الجيزه بما لا يقل عن الف وخمسمائه سنه‏..‏ وهذه امثله لمحاولات الصهيونيه السطو علي انجازات الحضارات القديمه‏..‏ وقد يفسر هذا سبب تدمير الاثار العراقيه القديمه في متحف بغداد‏..‏ ولم تنقطع صله بني اسرائيل بمصر بعد خروجهم منها بل ظلت في وعيهم وذاكرتهم انها كانت الملاذ الامن ايام القحط والاضطرابات ‏(‏ سفر ارميا‏)‏

وسوف يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بسبب القضيه التي يرفعها نبيل معوض عليهم‏..‏ ولا ادري اين سيذهبون من توراتهم التي تشهد عليهم من فوق سبع سموات‏..‏ واين سيذهبون من شهاده القران‏..‏ انهم محاصرون هذه المره بتوراتهم التي يقروونها‏..‏ وبقرآن المسلمين وما جاء فيه‏..‏ انها قضيه القرن بلا جدال‏..‏ ومحاوله اسكات الكل بالتهديد والتخويف هو اسلوب غوغائي وتخلف‏..‏ وفي القضايا التاريخيه والمشكلات الحضاريه‏..‏ لا يصلح الا الاسلوب الحضاري‏..‏ والكلام الموضوعي‏..‏ واذا رفضوا ما تقول به توراتهم‏..‏ فلن يبقي لهم ارض يقفون عليها ولا صفه يتكلمون بها‏..‏ ونعلم ان عندهم طائرات ونعلم ان عندهم قنابل‏..‏ ولكن الرد علي المنطق بالعدوان والقتل وسفك الدماء‏..‏ سوف يكون فيه نهايتهم‏..‏

نحن بشر ولسنا من جنس الخرتيت ولا وحيد القرن‏..‏ وليس التناطح اسلوبنا في الحوار‏..‏ واذا اختاروا اسلوب الخراتيت فانهم سوف يخرجون من التاريخ ولن يبكي عليهم احد‏.‏

هل عندهم رد حضاري للمشكله المطروحه‏..‏ ؟‏!!‏

هل عندهم مخرج‏..‏ هل عندهم كلام موضوعي يقولونه‏..‏؟‏!!‏
هناك سرقات ونهب تشهد عليها توراتهم وصادق عليها قراننا من فوق سبع سماوات‏..‏ فهل هم رادون ما نهبوه‏..‏ ؟‏!‏

سوال مشروع وقانوني‏..‏؟

ما قولكم دام فضلكم؟‏!!‏